17-يونيو-2019

مشهد خارجي لإحدى الثانويات بالجزائر العاصمة (فايز نور الدين/ أ.ف.ب)

شهدت الجزائر تذبذبًا في خدمات الانترنيت مع انطلاق أيّام امتحانات شهادة البكالوريا، التي تتواصل على مدار خمسة أيّام عبر كلّ ولايات الوطن، إذ حجبت وزارة تكنولوجيات الاتصال مواقع التواصل الاجتماعي، وأدخلت البلاد في ما يُشبه العزلة.

شهدت الجزائر  في السنوات الأخيرة عدّة فضائح في قطاع التربية ارتبطت بأخبار تسريب مواضيع الامتحان

سلسلة فضائح

في السنوات الأخيرة، شهدت الجزائر عدّة فضائح في قطاع التربية ارتبطت بأخبار تسريب مواضيع الامتحان، خصوصًا عقب تسريب أسئلة باكالوريا 2016، في فترة تولّي نورية بن غبريط للقطاع، حيث مسّت التسريبات سبع مواد أساسية وهي العلوم الطبيعية، الرياضيات، اللغة الفرنسية والفيزياء، وهو ما اضطر وزارة التربية إلى إعادة إجراء الامتحان في المواد المسرّبة.

اقرأ/ي أيضًا: مرشّحو البكالوريا والتديّن المؤقّت في الجزائر.. الاستعانة بالمساجد

هنا، يقول عبد الله بن نوري، الناشط في نقابة اتحاد عمال التربية في حديث إلى" الترا جزائر"، إن "الفضيحة التي شهدها أهمّ امتحان في القطاع التربوي، استغلتها الوزارة ووجّهت الاتهامات لخصوم الوزيرة، التي كانت محلّ انتقادات واسعة وتواجه مشاكلًا في القطاع، وكانت الباكالوريا ضربة قاصمة للوزارة والحكومة معًا آنذاك".

 

سنة رابعة

للعام الرابع من تطبيق هذه القرارات، تساؤلات كثيرة، يطرحها متابعون لقطاع التربية، إن كانت الحكومة لا تستطيع حماية الامتحان من التسريبات؟ وكم تكلّف الباكالوريا الجزائريين طوال خمسة أيّام من انقطاع الانترنيت أو تذبذبها؟.

من جهته، يرى عبد النور بن حميدة المختصّ في مجال المعلوماتية والاتصالات، أنّ نتائج الاجراءات المتعلقة بحجب المواقع منطقية، إذ أن انقطاع الانترنت يكلّف خسائر معتبرة، لافتًا في تصريح إلى " الترا جزائر" إلى أن توقيف الانترنيت وتذبذبها يعني بالضرورة توقيف العمل عبر آلالاف المؤسّسات العمومية والخدمية، وتعطيل مصالح المواطنين على حدّ تعبيره.

ويذهب بن حميدة، إلى أن خسائر الجزائر "بلغة الميدان تعني توقيف الخدمات في مراكز البريد والبلديات، إضافة إلى المؤسّسات التجارية التي يرتكز عملها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا معناه أن الجزائريين معزولين طيلة فترة الامتحانات".

 

 

ويُجمع روّاد وسائل التواصل الاجتماعي، على أن هذا الانقطاع عزلهم عن العالم، بعدما باتت وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل جزءًا كبيرًا من يوميات الجزائريين ومعاملاتهم، هنا، يعلّق الصحافي سمير بوترعة على صفحته بموقع فيسبوك، يقول: " لعنة الله على فكرة حجب الانترنيت بسبب الامتحان .. طوابير بالبنك، وعمّال الشبابيك أسعد الموظفين".

تجنيد الأسلاك الأمنية في الشارع ومراكز الامتحان يثير التوتّر والقلق ويعطي انطباعًا أن البلاد في حالة حرب

حالة حرب

يبدو أن حجب مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، لن يحلّ مشكلة تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا، إذ أعلنت مصالح الأمن بولاية الأغواط، عن توقيف مرشّحيْن للبكالوريا وهما بصدد إدخال أوراق إجابة جاهزة إلى أحد مراكز الامتحان، وتمّ وضع الموقوفيْن رهن الحبس المؤقّت، لتقديمهما لاحقًا أمام وكيل الجمهورية بالولاية.

باتت ظاهرة الغش في الامتحانات، من أهمّ المشاكل التي يعانيها قطاع التربية في الجزائر، إذ يعتقد كثيرون، أن التشويش وقطع الانترنيت ليس حلًا نهائيًا للظاهرة، ولكنه يزيد من تعقيداتها ويُنهك المواطنين ويعطّل مصالحهم، ويعتقدون أن الحلّ يكمن في تحسيس الأبناء وتشجيعهم على العمل والمثابرة والاعتماد على النفس، فيما يذهب آخرون إلى تجنيد الأسلاك الأمنية في الشارع ومراكز الامتحان يثير التوتّر والقلق ويعطي انطباعًا أن البلاد في "حالة حرب".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شبح السنة البيضاء.. ما الذي قد يؤدي إليه إضراب طلبة الجامعات؟

التعليم في الجزائر.. "تضحيات" الآباء شهاداتٌ يحصدها الأبناء