29-يناير-2020

عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

تبنّى عبد الله جاب الله، زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية، أطروحة السلطة وبعض أحزابها، التي توجّه انتقادًا شديدًا للحراك الشعبي وتزعم وجود خلفية أجنبية تُوجّهها.

 جاب الله كان يؤكّد على أن الجيش هو من يدير مقاليد الحكم في البلاد ويصنع الرؤساء

وكتب جاب الله الذي يعتبر من أبرز وجوه التيار الإسلامي، منشورًا على صفحته على فيسبوك، يقول فيه إنّ الثورة الشعبية فقدت بعض مميزاتها وسماتها، ما جعل فئات واسعة من الشعب تترك المسيرات، على حدّ قوله.

 والسبب يعود وفق قراءة جاب الله المتماهية مع السلطة، إلى تعالي أصوات تيّار واحد في المسيرات، وبخاصة في الأشهر الأخيرة، وهي أصوات تدعو إلى الدولة المدنية بمحتوى علمانيّ فرنسي، على حدّ قوله.

وأضاف جاب الله، أن هذه الأصوات تنخرط في العولمة بقيمها وآفاقها وآلياتها، وتزرع عوامل الخلاف وربما الصراع بين الشعب والجيش، وتُطالب بمرجعيات أخرى قد يتناقض بعضها مع مرجعيات الشعب المعروفة ثقافيًا وحضاريًا وتاريخيًا.

وتابع: "مثل هذا الخطاب قد لا يخدم مطالب الشعب، وقد يلحق الضرر بما ناضلنا وناضل غيرنا من أجله، وطالب به الشعب في مسيراته المليونية، من مطالب تلخّصها شعارات الشرعية والعدل والمساواة والحرية والكرامة والتقدم والرفاه".

ويتطابق هذا الكلام، مع ما كان يقوله الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، في حملته الانتخابية، عندما قال إنه لا يعترف إلا بالأشهر الأولى للحراك التي وصفها بالمباركة.

واللافت أن جاب الله كان في كل تدخلاته قبل الحراك الشعبي، يؤكّد على أن الجيش هو من يدير مقاليد الحكم في البلاد ويصنع الرؤساء منذ استقلال الجزائر سنة 1962.

وظهرت شعارات "مدنية وليست عسكرية" في الحراك الشعبي، على خلفية تدخّلات رئيس أركان الجيش الراحل بكثافة، في توجيه مرحلة ما بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وكانت استراتيجية قيادة الجيش، تقوم على الذهاب بأقصى سرعة إلى الانتخابات الرئاسية، وهو ما كان يرفضه الحراك الشعبي الذي كان يطالب بالضمانات الكافية، ورحيل رموز السلطة قبل الوصول إلى الانتخابات.

واتخذ جاب الله من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، موقفًا وسطًا، بحيث أيّد إجراءها، لكن دون أن يشارك فيها لانعدام ضمانات نزاهتها كما ورد في بيانات حزبه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جاب الله ينتقد تمرير النظام للانتخابات ويدعو لحوار وإصلاحات شاملة

عبد الله جاب الله يُحذّر.. الوضع الحالي سيؤدّي إلى صِدام لا تُعرف نتائجه