18-يناير-2024
 (الصورة: Getty) مشجع جزائري في "كان" كوت ديفوار

(الصورة: Getty) مشجع جزائري في "كان" كوت ديفوار

يبدو أن نسخة كأس إفريقيا هذه السنة بكوت ديفوار، مكنت الجزائريين، الذين تنقلوا بقوة لمناصرة فريقهم الوطني هناك، من اكتشاف سحر هذا البلد الواقع غرب أفريقيا، والذي استثمر مليار دولار لتشييد الفنادق والملاعب والتحضير لاحتضان المنافسة.

مشجعون لـ "الترا جزائر": نفضل استهلاك الفواكه الموسمية على تناول بعض الأطباق التقليدية المعروضة بسعر منخفض

وغير بعيد عن ذلك، يروي الأربعيني عبد القادر زهراوي من ولاية برج بوعريج، وهو عضو مؤسس في جمعية أنصار المنتخب الوطني تحت تسمية "ڨرين باور dz"، تفاصيل رحلته مع 60 جزائريًا إلى كوت ديفوار، لحضور مباريات المنتخب الوطني في كأس أفريقيا للأمم.

إلى هنا، يقول زهراوي في تصريح لـ "الترا جزائر"، إن جمعيته تحصلت على اعتماد رسمي قبل ستة أشهر من إنطلاق "الكان" ومقرها الرسمي في بلدية براقي بالعاصمة، وانتقل عبد القادر رفقة 60 عضوًا من الجمعية إلى كوت ديفوار يوم السبت 13 كانون الثاني/جانفي، بعد عدة أسابيع من التحضيرات وذلك لمناصرة الفريق الوطني، إذ لم تكن الرحلة الى كوت ديفوار بالمهمة السهلة حسبه، نظرا إلى التكاليف الباهضة للتنقل وصعوبة التأقلم في أدغال أفريقيا.

مشجعو الخضر

واتفق عبد القادر ورفاقه مع الوكالة السياحية "كدياس العاصمية" التي تكفلت بنقلهم حيث بلغت تكلفة الرحلة لمدة 12 يومًا يقول عبد القادر، 250 ألف دينار/ 1855 دولار، منها 140 ألف دينار / 1053 دولار، قيمة تذكرة الطائرة لوحدها، حط المناصرين بتونس بمطار قرطاج قادمين من العاصمة الجزائر، ثم بعدها تنقلوا في رحلة طويلة دامت لأكثر من ست ساعات إلى العاصمة أبياجان .

ويكشف عبد القادر تفاصيل الرحلة الشاقة مؤكدًا أن كل التعب يتحملونه اليوم من أجل هدف واحد وهو مرافقة الفريق الوطني الذي حل بكوت ديفوار بنفس اليوم، وانتقل رفقة المناصرين إلى مدينة بواكي أين يقيم الفريق الوطني ويلعب كل مباريات الدور الأول هناك.

وتبعد مدينة بواكي الجميلة والهادئة يقول عبد القادر، عن العاصمةأبياجان بـ 343 كيلومترًا أي مدة ست ساعات سيرًا في الحافلة.

وفي حدود الساعة الثالثة صباحًاوصل عبد القادر إلى بواكي وإلى الفندق الذي يقيم فيه المناصرين وكذا الصحفيين "فنسيا" والذي يبعد بحاولي كليومتر واحد عن الملعب.

المنتخب الوطني أولًا

ورغم الوضع المادي الصعب لهؤلاء المناصرين، وصعوبة تكفلهم بمبلغ التنقل والإقامة بكوت ديفوار، إلا أنهم أبوا إلا أن يسافرو ويقطعوا آلاف الكليومترات من أجل مناصرة الفريق الوطني في هذه المنافسة القارية الهامة، يقول عبد القادر: "لا نملك الكثير من المال إلا أننا نتدبر أمورنا ونصر على تشجيع الفريق الوطني في هذه المنافسة، لم ندفع أعباء الإطعام في الفندق، خاصّة وجبة فطور الصباح لتخفيض التكاليف،ونحاول جمع الأكل بطرق مختلفة، وهناك من يقتني من المحلات في المدينة بأسعار أقل، خاصة وأن 90 بالمائة من سكان بواكي مسلمون، أي لا نجد صعوبة في إيجاد الطعام الحلال".

ويضيف المتحدث: "كل صباح على الساعة الثامنة ننطلق لنكتشف المدينة وأسواقها ونشتري الأكل أحيانًا من المطاعم اللبنانية المنتشرة هناك بكثرة وأحيانًا من الأسواق، حيث نفضل استهلاك الفواكه الموسمية على تناول بعض الأطباق التقليدية المعروضة بسعر منخفضـ وذلك لأننا لا نعرف كيفية تحضيرها، إذ تكلفنا الوجبة الواحدة 5 أورو".

وبخصوص برنامج النزهة، يقول المتحدث إن صاحب الوكالة السياحية الذي قدموا معه، اقترح على المجموعة استكشاف حديقة الحيوانات الوحيدة الموجودة في المدينة، لكن يقول عبد القادر بعد معرفتنا بسعر الرحلة المقدر بـ 100 أورو فضلنا التجول في الأسواق والاحتفاظ بهذا المبلغ الذي قد نحتاجه، في حال تمكن فريقنا الوطني من اجتياز الدور الأول، فكلّ شيء وارد للمرحلة المقبلة، يقول _محدثنا_.

مشجعو الخضر

ألف مناصر في الملعب

كما يكشف عبد القادر الذي يقود المناصرين في الملعب أن حوالي ألف مناصر جزائري قدموا إلى بواكي أغلبهم انتقلوا عبر وكالات خاصّة وحتى أن بعضهم من الفنانين والمؤثرين سافروا بتمويل من بعض الشركات، لمرافقة الفريق الوطني.

واقتنى الأنصار الرايات الوطنية والألعاب لخلق أجواء من الحماس في الملعب ورفع معنويات الفريق الوطني وتشجيعه للفوز.

وكما هو معروف فإن الجزائري يرافق فريقه في أي بقعة في العالم، فعدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية الذين بلغ عددهم حسب عضو جمعية أنصار المنتخب الوطني ما يقارب 200 شخص تنقلوا إلى بواكي قادمين من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وكانوا رفقة الجماهير الجزائرية، وفي حين حاولت بعض المواقع المعادية للجزائر، يقول عبد القادر، الترويج لفكرة وجود عنصرية لدى المناصرين، الأمر الذي نفنده قطعيًا، فالشعب الإيفواري محب للجزائر ونفس الشئ بالنسبة للجزائريين الذين تقربوا من سكان مدينة بواكي الناطقين باللغة الفرنسية وعبرو لهم حبهم واحترامهم لهذا الشعب المضياف.

نداء للرئيس تبون

وفي السياق، ناشد أنصار المنتخب الوطني رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للتكفل بهم في حال تمكن الفريق الوطني من التأهل للثمن النهائي واجتياز الدور الأول، مؤكدين في إفادة لـ : "التر جزائر" أنهم باقون في هذه المدينة إلى غاية تأهل الفريق الوطني وفوزه بالكأس" .

من جهته أكد عماد حركات، أحد هؤلاء المشجعين: "أنهم لم يستفيدوا من التخفضيات التي أعلن عنها الرئيس لتذاكر النقل لأنهم دفعوا ثمن التذكرة مسبقًا مع شركات طيران أجنبية إلا أنهم يأملون اليوم في أن يستفيدوا من الدعم في حال تأهل الفريق الوطني للدور الثاني".

صحفيون جزائريون

في هذا السياق، يؤكد الصحفي بقناة "النهار" الجزائرية وليد مهاجري الموجود في العاصمة السياسية والإدارية لكوت ديفوار ماسوكرو، أنه منذ وصولهم إلى هذه المدينة لتغطية فعاليات المنافسة الكروية الكان يحرصون على نقل كل صغيرة وكبيرة للجمهور الجزائري، وكذا كواليس الأجواء في هذه المدينة الساحرة وذلك رغم الحرارة الشديدة التي بلغت 35 درجة مئوية.

الصحافة الجزائرية

ويضيف وليد أن كل الظروف مواتية للعمل الصحفي سواءً من حيث الإمكانيات المتوفرة أو من حيث ظروف العمل والتنقل إلى الملعب لتغطية المباريات فالإنترنت متوفرة في الفندق وفي القاعة المخصّصة للصحفيين وذلك بدرجة عالية تساعد على العمل الصحفي المحترف، وتخفف من مشقة السفر والعمل في أدغال أفريقيا.

يوميات الصحفيين في هذه المدينة وعملهم، حسب الصحافي، تنطلق باكرًا منذ ساعات الفجر، فبعد تناول وجبة الصباح يتوجهون مباشرة إلى الأماكن التي يوجد فيها مناصرو المنتخب الوطني لمتابعة يومياتهم وتجوالهم في هذه المدينة ورصد علاقتهم بالشعب الإيفواري وحتى مناصري الدول الأخرى.

الصحافي وليد مهاجري لـ "الترا جزائر": كل الظروف مواتية للعمل الصحفي سواءً من حيث الإمكانيات المتوفرة أو من حيث ظروف العمل والتنقل إلى الملعب لتغطية المباريات

أما بالنسبة للأيام التي تشهد المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني، فيتغير برنامج العمل، حيث يتم التركيز على نقل كل خطوات الأنصار نحو الملعب وكذا الوقوف على عملية التنظيم في الملاعب ورصد تصريحات اللاعبين والمدرب.