فاز فيلم "تويزة" للمخرج كريم بن غانا، بجائزة أحسن أداء نسوي للفنانة الجزائرية أميرة هيلدا، إضافة إلى جائزة الجمهور، وذلك خلال اختتام فعاليات مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة المغربية في طبعته السابعة عشر.
اسم الفيلم "تويزة" يعني في اللغة الأمازيغية "التكافل"، وهي الخصلة التي تترجم التناقض الذي ركز عليه الفيلم
تدور أحداث هذا الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه 29 دقيقة، إبان فترة حرجة من سنوات الإرهاب خلال تسعينات القرن الماضي في الجزائر، حيث تعمل البطلة "ياسمين" كخادمة في أحد البيوت، وتستعد لأخذ عطلة لزيارة الأهل، لكن ربة عملها تفقد في نفس الليلة كلبها المدلل وشريك وحدتها "تويزة"، ما يجعلها تجبر الخادمة على البقاء إلى جانبها.
اقرأ/ي أيضًا: فيلم بابيشة.. نساء العشرية السوداء يحاربن التطرف في مهرجان كان
هذا الفيلم هو من إنتاج جزائري فرنسي، كتب السيناريو الخاص به مخرجه كريم بن غانا الذي بالإضافة إلى كونه مخرجًا وكاتب سيناريو، فهو أيضًا منتج وعضو سابق في نادي "مينوغ"، ويعد "تويزة" ثاني تجربة إخراجية له في مجال الفيلم القصير.
وصرح كريم غانا عبر حوار سابق خص به قناة ARTE الفرنسية، بأن اسم الفيلم "تويزة" يعني في اللغة الأمازيغية "التكافل"، هذه الخصلة التي تترجم التناقض الذي ركز عليه الفيلم، من خلال شخصيتين تعيشان تحت سقف واحد، لكنهما تفتقران للتواصل الفكري والحديث، وتتحابان دون التصريح بذلك.
أردف المخرج بأنه أراد الحديث عن تلك الفترة، فترة "الحرب" التي لم يعايشها، وحاول نقل انطباعه وموقفه من خلال تصوير حياة تلك العائلة الثرية، والحديث برمزيات تمثل الجزائر، كفضاء "مغلق" لم يكن بالاستطاعة مغادرته، فالمنزل حسب المخرج، يصور رمزية مكانية حيث لا يمكن للعنف أن ينفجر بسهولة، ولكنه قد يفعل ذلك بالنهاية.
في نفس السياق، يعتقد المخرج أن كل "حرب" في الجزائر هي مواجهة للمراحل العمرية، للغة، للأوساط الاجتماعية، وحتى "الدينية" إن صح القول، وخاصة في تلك الحقبة، فالسيدة تمثل البورجوازية التي خلقها الاستقلال في الجزائر، أما الخادمة فهي تجسيد لمسار بعض شخصيات الأوساط الشعبية البسيطة، ومسارها نحو العنف، من امرأة "متدينة" إلى امرأة "تقتل".
أضاف كريم بن غانا أنه وطوال أحداث الفيلم، كانت الشخصيات تتبادل المفاتيح فيما بينها، والمفتاح في الفيلم هو رمزية للسجن، لهذا فالجزائر في نظر المخرج هي البلد السجن، البلد المغلق، أو "البلد المردوع عن الحياة" كما قال أحد المثقفين الجزائريين، وهو ما يدفع إلى التساؤل الذي يخرج به الفيلم: من يملك مفاتيح البلد؟
تطرق المخرج أيضًا إلى موضوع الرقابة، حيث عبر عن ضيقه من الرقابة السياسية وخاصة الثقافية التي يتعرض لها الفيلم الجزائري في الجزائر، والتي أكد على أنها حاضرة بقوة من خلال قانون 2011 الذي يمنع الحديث عن مواضيع الجنس، الدين، التاريخ. أو بالأحرى عن كل العناصر التي تساهم في صناعة السينما.
مخرج "تويزة" أكد بأن ما يثير اهتمامه من خلال إثارة هذه المواضيع، وبحكم أنه لم يعايش تلك الفترة الدموية، هو الحديث على لسان أولئك الأشخاص الذين كانوا مُبعدين عن مشهد العنف ذاك، ولكنهم أحسوه وعايشوه بقلوبهم على الأقل.
يعتقد غانا أن كل "حرب" في الجزائر هي مواجهة للمراحل العمرية، للغة، للأوساط الاجتماعية، وحتى "الدينية" إن صح القول
يذكر أن مهرجان الفيلم القصير بطنجة المغربية قد عرف منافسة كبيرة بين 46 فيلمًا قصيرًا، شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، من خلال 17 بلدًا متوسطيًا.
اقرأ/ي أيضًا: