21-يوليو-2024
(الصورة: فيسبوك) حفيظ دراجي

(الصورة: فيسبوك) حفيظ دراجي

أكد المعلق الرياضي الشهير حفيظ دراجي لـ "الترا جزائر"، على هامش الندوة المفتوحة مع المجتمع الرياضي والمدني، التي أقيمت بباتنة، بأنه " باق في مؤسسة "بين سبورت" القطرية ومشواره الإعلامي متواصل.

حفيظ دراجي لـ "الترا جزائر": أعكف حاليًا على الانتهاء من مؤلف جديد بعنوان "لم أغادر وطني"، وهو من صنف المذكرات الشخصية والسيرة الذاتية

موضحًا من جهة أخرى: أن "التقاعد أمر خاص بمؤسسة (بين سبورت)، وأنا في تواصل ومواصل بهذه المؤسسة إن شاء الله وليفهم كل واحد معنى هذا الكلام كما يريد وبعبارة شعبية (افهمها كيما حبيت)".

معقبًا: "طبعًا هناك قانون تقاعد محدد بـبلوغ ستين سنة، لكن ثمة أيضا قوانين أخرى قد تفتح الموضوع على زاوية مفتوحة من جهة أخرى".

وكشف حفيظ الدراجي الذي كرم من طرف منتدى الأوراس للتضامن والتنمية، ومؤسسة بلعيد سلطاني، لـ "الترا جزائر": "أعكف حاليًا على الانتهاء من مؤلف جديد بعنوان (لم أغادر وطني)، وهو من صنف المذكرات الشخصية والسيرة الذاتية، سأتطرق فيه لتجربتي المهنية والإعلامية والشخصية، بإيجابياتها وسلبياتها، بما فيها قضايا خارج المجال المهني، وقد أنهيت 60% من العمل الذي لن يكون جاهزا خلال موعد المعرض الدولي القادم، بل بعده لأني لا أريد أن أربط الإصدار بمناسبة معينة".

وحول سؤال بخصوص تسريبه الذي نشره قبل أيام والمتعلق بعرض ستقدمه الهيئة التنفيذية للكاف للجزائر بخصوص احتضان كأس أفريقيا 2027، عوضًا عن كينيا وأوغندا وتانزانيا، بسبب تعذر انعقادها في هذه الدول الثلاث جراء عدم جاهزية المنشآت، أجاب حفيظ الدراجي "الترا جزائر": " نعم قلت إنهم سيعرضون على الجزائر احتضان كأس أفريقيا 2027 وتوقعت أن ترفض بلادنا ذلك، بل وأكثر من ذلك لو كنت مسؤولًا جزائريًا لرفضت احتضان هذه الدورة رفضًا قاطعًا لأسباب نعرفها جميعًا".

وبخصوص الضجة المفتعلة والجدل المثار حول علاقة  حفيظ دراجي بالمدرب الوطني السابق جمال بلماضي واللاعب رياض محرز، أوضح المتحدث لـ "الترا جزائر" قائلًا: "علاقتي بمحرز وبلماضي طيبة رغم أننا لم نلتق منذ فترة"، مبررًا من جهة أخرى رفضه الخوض في الموضوع بقوله: " لديّ مسؤولية أخلاقية أكثر من المسؤولية المهنية والإعلامية، وتفرض عليّ تلك المسؤولية الأخلاقية، ألاّ أقول بعض الأشياء، فأنا لا أحبذ الخوض في التفاصيل والجزئيات، إذ أفضل أن أحسبها على ظهري، بدل التقليل من أي مدرب أو أي لاعب أو حتى نفسي. ثم إن النصح الذي نقدمه أحيانًا لا يعني الكره والكراهية، بل يندرج ذلك في باب المحبة".

وسئل الدراجي عن خيار عودته للبلاد للإعداد لمشاريع بعد سنوات من الهجرة إلى قطر فرد: " الهجرة أو العمل في البلاد خيارات نسبية، لا يلام من بقي و لا يسأل من هاجر، لكن الغربة تطورت كثيرا، في السابق كان الأولياء يمنعون أبناءهم من الهجرة، لكن الآن انقلبت الموازين فالعائلات و الأمهات يشجعن أبناءهم على الهجرة بحثًا عن الرزق و تحسين المستوى المعيشي، و تحقيق الطموحات الشخصية، بعدما اتضح أن المهاجرين نجحوا في التكفل بعائلات برمتها و افتنوا لهم منازل مريحة.

و بالتالي تطور شعور الأمهات بالراحة حيث يحس أبناءهم بالراحة، و لقناعتهم بأنهم يمكنهم أن يحققوا أشياء تعود بالفائدة للجميع بغض النظر عن مكان أقامتهم، و لأن الوطن في القلب دائمًا، كما أن الإطار المهاجر يمكنه أن يقدم خدمات جليلة لوطنه من موقعه في دول أخرى أكثر من الذي يفعل ذلك من داخله".

كاشفا في هذا الصدد عن مشروع إنشاء منصة بقوله: "أعكف حاليًا رفقة زملاء على إطلاق منصة إعلامية الكترونية عالية المستوى، هدفها نشر الصورة الثقافية والسياحية و الفنية للجزائر عبر العالم، إيمانًا بأن وسائل التواصل الاجتماعي و المواقع الإلكترونية صارت أكثر أهمية من التلفزيون و الإذاعة، و تهدف هذه المنصة لابراز الوجه الفكري و الحضاري لبلادنا التي تملك أدمغة حقيقية داخل وخارج البلاد، يمكنها أن تسوق لهذه الصورة الوضاءة بتقنيات العصر، و ستكون مفتوحة لجميع الكفاءات الشابة القادرة على العطاء، حتى يكون هؤلاء أحسن خلف لنا بعد تقاعدنا".

وحث حفيظ دراجي على استقراء الوضع المجتمعي بطريقة صحيحة لمعالجة ما وصفه ببعض الانغلاق والتعصب والعنف الملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث قال في معرض رده على تنميطات جهوية تفسر ندرة منح المعونات المالية لفرق من خارج العاصمة بقوله: "أنا ابن الحراش ونفس ما تردده فرق المدن الداخلية يردده أنصار اتحاد الحراش الذين يقيمون على بعد 10 كلم عن مقر مركز العاصمة، وبالتالي فإن الحصول على السبنسور أمر مرتبط بالعلاقات وتطوير شبكتها ولا يمكن تبريره فقط بهذا التفسير.

في السابق كانت قاعة الحراش تضم فرقًا رجالية ونسائية حيث كانت شقيقتي لاعبة سلة، اليوم من المؤسف أن أقول لكم لا يوجد شيء في الحراش، وتلك القاعة مغلقة وتلعب فيها الجرذان والفئران، الأمر يدعو للتفكير حول تفتح المجتمع في تلك السنوات مقارنة بالوضع الراهن".

ودعا أشهر المعلقين الجزائريين والعرب في قناة "بين سبورت" القطرية السلطات والنخب والإعلاميين ضرورة التصدي لظاهرة استفحال ظاهرة العنف في الملاعب، التي بدأت تتعاظم على الصعيد الدولي أيضا حيث أشار: " يجب أن نغرس في الجيل الجديد من أبنائنا حب الوطن والفريق والدين لكن دون تعصب أو تطرف، بل في كنف احترام الآخرين، كي نصل لتكوين إنسان متوازن، ذهنيًا وعاطفيًا حتى يمكن للأجيال القادمة أن تشاهد مباريات بلا حواجز مثلما هو الحال في الملاعب الإنجليزية على سبيل المثال" مشيرا في سياق متصل بأن البلاد في حاجة لاستقرار مزمن حتى يتجسد بناء المشاريع الاقتصادية حيث لا يمكن فصل تطور الرياضة دون تطور اقتصادي هائل مواكب يسمح بتطور الفرق بما سينعكس إيجابا على الفريق الوطني.

دعا أشهر المعلقين الجزائريين والعرب في قناة "بين سبورت" لسلطات والنخب والإعلاميين ضرورة التصدي لظاهرة استفحال ظاهرة العنف في الملاعب

وأرجأ دراجي تقييم المدرب الحالي فلاديمير بيكتوفيتش بحجة قصر المهلة التي أمضاها خلف بلماضي على رأس العارضة التدريبية للخضر، لكنه توقع في ختام حديثه لـ "الترا جزائر"حدثًا سعيدًا للجزائريين بقوله: "سنتأهل للمونديال القادم بإذن الله".