02-سبتمبر-2024
عبد العالي حساني شريف

عبد العالي حساني شريف

برزت عدّة وجوه سياسية خلال الحملة الانتخابية بعدما خفت صوتها واختفت صورها من المشهد السياسي، على الأقل في السنوات الأخيرة، إذ يبدو أنّ التفاف عدد من قيادات وكوادر حركة مجتمع السلم، حول المرشّح باسم حمس، عبد العالي حساني شريف، وحتى تلك القيادات اتي أنشأت أحزاباً أخرى على غرار عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، الذي انفصل لمدة سنوات عن الحركة الأم.  

أسماء ثقيلة رجعت لحُضن "البيت الكبير" خلال حملة دعم برنامج مرشح الرئاسيات حساني.. فهل ستُعيد يده الممدودة لملمة شتات حركة مجتمع السلم؟

وحسب جدول الحملة الانتخابية مديرية حملة حساني، نشّط مناصرة، تجمعات شعبية في كل من: المدية وبومرداس وعين الدفلى ووادي سوف وتقرت، وانضم مناصرة في هذه المناسبة السياسية إلى ما يسمون بـ" الصف الأول من الحركة"، للقيام بتجمعات لفائدة حساني، وهو ما يعني عند البعض أنّ مرشح الحركة في الرئاسيات "لم يُترك وحيداً في معركة الرئاسيات" من جهة، أنّ الحركة تحاول لملمة كوادرها في منحى واحد يتعلق ببرنامج الرئاسة ومن جهة أخرى. 

وقبل ما ستُفصح عنه الأحداث في قادم الأيام في علاقة ببيت حركة مجتمع السلم، يُعطي مسار الحملة الانتخابية داعمي حساني عدّة قراءات، أهمها أنّ منهاج حساني يسير نحو جمع الإطارات التي كانت من الرعيل الأول في الحركة، خصوصا وأن عين البعض على الاستحقاقات التشريعية والمحلية القادمة.

وجاء ظُهور مناصرة اللافت، عقب مرافقة رئيس حركة مجتمع السلم السابق، وعضو مجلس الأمة حالياً، أبو جرة سلطاني، خلال التجمّع الذي نشطه مرشح حمس، عبد العالي حساني شريف، قبل أيام بولاية وهران، غربي العاصمة، وإن كان " ظهوراً رمزياً".

فيما قرأت بعض الأطراف أنّ هذه العودة تعني أن هناك ما يتمّ إعداده في الفترة القادمة بالنسبة للحركة ككيان مستقل بذاته عن الأحزاب التي ولدت من رحمها في السابق.

وأبعد من ذلك، يتوقع المتابعون لشؤون الحركة ، يمكن تحضير تحالفات لما يعرف بـ"التيار الإسلامي"،خاصة أمامالاستحقاقات السياسية والانتخابية القادمة، كما يرى البعض أنّ الالتحام من جديد ككتلة أفضل بكثير من الدخول في منافسات انتخابية كأجزاء متناثرة إذ لا تخدم هذا التيار صورة "التّفرقة والتشرذم". 

وبحسب مجريات الحملة الانتخابية، التي تعدّ ساعاتها الأخيرة؛ يُلاحظ أنّ حساني لقي مُساندة من وزراء سابقين على رأسهم: الوزير السابق هاشمي جعبوب الذي ظهر إلى جانبه في أول أيام الحملة الانتخابية بالجزائر العاصمة، كما نشط أول تجمع له في بوقطب بولاية البيض وفي ميلة أيضاً.
ويدعم مرشّح حمس للرئاسيات؛ الوزير السابق مصطفى بن بادة والقيادي السابق في الحركة جعفر شلي، ورافقا مرشح حمس في تجمعاته ونشاطاته الجوارية في كل من البليدة والنعامة.

قيادات أخرى بيّنت أيضاً تحمّسها لدعم حساني، من بينهم رئيس مجلس الشورى الأسبق، عبد الرحمن سعيدي، ونائب رئيس الحركة الأسبق نعمان لعور،والقيادي عبد الزراق عاشوري، إضافة إلى كل من ناصر حمداودش وعبد الكريم دحماني وأحمد صادوق ونواب رئيس الحركة، إضافة إلى قيادات نسوية سابقة في حمس وأقبت على تنشيط الحملة في عديد الولايات.

وعلاوة على انضمام كل الأمين العام الأسبق للحركة فاتح ربيعي ورئيس مجلس الشورى علي حفظ الله؛ فضلا عن النّشاطات التي نظّمها أمين عام حركة النهضة محمد ذويبي، لصالح مرشح حمس.

ويعتقد النّائب في كتلة حركة مجتمع السلم، عبد السلام باشاغا، والمتحدث الإعلامي باسم المرشح في الانتخابات عبد العالي حساني شريف، أنّ "وجود رؤساء الحركة السابقين، سلطاني ومناصرة، في خضم الحملة الانتخابية، هي خطوة في محلّها"، قائلاً لـ" الترا جزائر" إنّها من حيث التوقيت السياسي والانتخابي، تُعطي مؤشّرات إيجابية عن عودة روح التجميع والاستيعاب داخل الحركة، خاصة مع القيادة الجديدة".

وأضاف باشاغا؛ قائلاً: إنّ مُناسبة بحجم الاستحقاق الرئاسي تتطلّب انخراط كلّ الطاقات والأوزان المهمة فيه للمشاركة بإيجابية في الحملة وفي التعبير عن الالتزام السياسي.

ورغم اجتماع كوادر "حمس" وقادتها السابقين حول مرشّح الحركة عبد العالي حساني شريف، إلا أن  الاستفهام يبقى مطروحًا بشأن غياب أثقل أسماء الحزب في السنوات الأخيرة ورئيسها السابق عبد الرزاق مقري، وهو ما اعتبره متابعون طريقةً خاصةً منه للتنديد بالرفض الداخلي لفكرة ترشحه للرئاسيات باسم الحركة.

اللافت بالنسبة لما يدور في حمس منذ إقرار ترشح حساني للرئاسيات، غياب مقري عن الواجهة، وهو غياب له مدلولات كثيرة في نظر  البعض، فصمته خلال الحملة بعد انتقاداته السابقة، تعبير يُضمر عن رفضه انخراط حمس في مسار الانتخابات.

عموماً؛ من المؤكد أنّ الرئاسيات ستكون بوابة لإعادة ترتيب أوراق بيت حركة مجتمع السلم، خصوصا من خلال التحالفات مع أحزاب تتوافق في توجهاتها السياسية في استحقاقات قادمة، بالنّظر إلى القاعدة الشعبية للحركة، وما ستجنيه من المشاركة من حيث دروس هذه التجربة؛ بعد 25 سنة من غيابها من تقديم مرشح، فضلاً عن قياس مدى تمركزها في أوساط الشعب، وإعداد خطتها في ممارسة الفعل السياسي في المرحلة المقبلة،فهل يُعيد حساني "الأجنِحة المهاجِرة" إلى حركة مجتمع السلم؟