22-أغسطس-2019

يؤكّد "سولكينغ" أن وقت استقراره في الجزائر بشكلٍ نهائي لم يحن بعد ( فيسبوك/ الترا جزائر)

بعدغياب عنها استمرّ خمس سنوات، عاد المغنّي الجزائري عبد الرؤوف درّاجي (1989)، المعروف باسم "سولكينغ" إلى الجزائر أوّل أمس الثلاثاء، ليُقدّم أوّل حفلٍ موسيقي فيها؛ حيثُ يُنتَظر أن يلتقي جمهورَه، مساء اليوم الخميس، في "معلب 20 أوت" بالجزائر العاصمة.

لا يتّسع الملعب سوى لعشرة آلاف متفرّج، لكنَّ المتوقّع أن يتجاوزَ الجمهورُ هذا العدد بكثير

لا يتّسع الملعب سوى لعشرة آلاف متفرّج، لكنَّ المتوقّع أن يتجاوزَ الجمهورُ هذا العدد بكثير؛ إذ بيعت أكثر من عشرين ألف تذكرة للحفل الذي يُنظّمه "الديون الوطني لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة"، وهو هيئة رسمية تابعة لوزارة الثقافة.

اقرأ/ي أيضًا: سولكينغ وعَلَم البوليساريو.. السياسة في وضعية تسلّل

وشهدت نقاط بيع تذاكر الحفل إقبالًا كثيفًا، خصوصًا من الشباب والمراهقين منذ افتتاحها مطلعَ أوت/ أغسطس الجاري. بل إنَّ التذاكر التي حُدّد سعر الواحدة منها بما يعادل عشرة دولارات، ارتفعت أسعارها في السوق السوداء إلى أكثر من أربعين دولارًا أميركيًا.

وهكذا، فإن "سولكينغ" الذي كانَ مغنّيَ راب مغمورًا يحمل اسم "إم سي سول" في فرقة تحمل اسم "أفريكا جينغل" قبل أن يغادر الجزائر إلى مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي كمهاجر سرّي في 2014، يعود إلى بلده الأمّ نجمًا من الدرجة الأولى ينتظر معجبوه في طوابير طويلة لاقتناء تذاكره، وتنقُل قنوات التلفزيون الرسمي حفله على الهواء مباشرةً.

خلال تلك الفترة عمل المغنّي في عددٍ من المهن الصغيرة التي يُسمَح بها للمهاجرين غير القانونيّين، وأدّى عددًا من الأغاني التي مزج فيها بين العامية الجزائرية واللغة الفرنسية، وهي أغانٍ يصعب تصنيفها في نمطٍ موسيقي معيَّن؛ فهي مزيجٌ بين الراي الجزائري والراب والسول والريغي. وكان ذلك أسلوب "سولكينغ" الذي سيتّضح بشكلٍ جلي في ألبومه "جينغل صوندا" الذي أصدره في 2016، وكان بدايةً لظاهرة فنّية ستحمل اسم "سولكينغ".

وقبل هذه العودة، واجَه المغنّي صعوباتٍ في دخول بلده بسبب عدم تسويته وضعه إزاء الخدمة العسكرية التي يُحدّدالقانون المتعلّق بوضعية الخدمة الوطنية (رقم 14 - 06)، الصادر في 2014، مدّتها باثني عشرة شهرًا، وينصّ بمقاضاة الأشخاص الذين يوجدون في "وضعية عصيان" أمام محاكم عسكرية.

لم تمرّ عودة "سولكينغ" دون أن ضجّة؛ إذْ أثار الحفل انتقاداتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي لفتبعضُها إلى غلاء أسعار التذاكر، فيما أخذ آخرُ بعدًا سياسيًا؛ حيثُ تساءل كثيرون عن مغزى إقامة جهةٍ رسمية حفلًا لمغنٍّ يحظى بجماهيرية جارفة في وقتٍ تعيش فيه الجزائر أزمةً سياسية واقتصادية، بل إنَّ بعض الأصوات اعتبرت الحفلَ واحدةً من أدوات "الثورة المضادّة" التي تحاول إجهاض الحراك الشعبي المستمرّ منذ فيفري/ شبّاط الماضي، والذي يُطالب بإسقاط بقايا نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الوسيلة التي يُفضّلها للتواصل مع جمهوره مباشرةً، ردّ "سولكينغ" على تلك الانتقادات؛ متحدّثًا عن حرصه على أن لا تتجاوز أسعار التذاكر قيمتها المحدّدة سابقًا، مضيفًا:"لا أسعى للإثراء. لكن ثمّة فريقٌ كبير يعمل معي، وهؤلاء يجب أن يحصلوا على مقابل لأتعابهم"، كما وعد كلّ مَن يحضر الحفل بهدية تتمثّل في ألبومه الأخير.

وعن تأثير الحفل على الحراك، قال "سولكينغ"، الذي كانت أغنيته "لا ليبرتي" (الحرية) حاضرةً بقوّة خلال المظاهرات في مدن جزائرية عدّة، إنّه حرص على عدم تقديمه يوم الجمعة أو الثلاثاء (اليوم الذي يتظاهر فيه الطلبة الجامعيون) حتّى لا يؤثّر على الحراك الشعبي.

تحدّث "سولكينغ" عن مشاريعه الجديدة، من بينها ألبومه الجديد الذي يُنتَظر أن يصدر في أكتوبر/ تشرين الأوّل المقبل

وفي مؤتمر صحافي قدّمه خلال مشاركته في "مهرجان جربة أوليس الدولي" بتونس قبل أيّام، تحدّث "سولكينغ" عن مشاريعه الجديدة، من بينها ألبومه الجديد الذي يُنتَظر أن يصدر في أكتوبر/ تشرين الأوّل المقبل، وأيضًا عن عمله على إطلاق جمعية خيرية باسم "المغرب الكبير"، مضيفًا أنَّ وقت استقراره في الجزائر بشكلٍ نهائي لم يحن بعد.

اقرأ/ي أيضًا:

سولكينغ في الجزائر.. هل سيؤدّي الخدمة العسكرية؟

سولكينغ ستايل.. مزيج بين موسيقى الراب والأنمي الياباني