11-يونيو-2024

يحبذ الجزائريون الكبش صاحب القرنين الكبيرين والبنية القوية (فاروق بعطيش/أ.ف.ب)

بينما يستعد الجزائريون لاستقبال عيد الأضحى، انتشرت في الأسواق وأرصفة الطرقات طاولات بيع مستلزمات نحر الأضاحي بكثرة، وتداولت المتاجر الإلكترونية عروضًا مغرية للزبائن، تتضمّن سكاكين وسيوف ومشاحذ وحبال وسواطير، وبات الأمر يبدو كأنّه متعلقٌ بحربٍ قديمةٍ بين القبائل البدائية.

قد تقف أثناء جولتك بين طاولات باعة الأرصفة على أشياء قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، حيث اهتم هؤلاء الباعة بجلب لوازم متعلقة بتفاصيل صغيرة جدًا في عملية ذبح الأضحية

لم يكن نحر الأضحية في السابق، يتطلّب معدات كبيرة، ولم يكن يخرج الأمر عن سكيّن حادّة تستعمل في الذبح وبعض السكاكين الأخرى الصغيرة المستعملة في السلخ، ولكن مع اقتراب عيد الأضحى وانتشار طاولات بيع المستلزمات الخاصة بهذه المناسبة ظهرت في الأسواق الجزائرية مستلزمات كثيرة ومتنوعة معظمها مستورد من الصين، وبعضها يبدو ضربًا من الرفاهية، أما بعضها الآخر ربما لن تحتاج إليه الأسرة مجددًا بعد استعماله.

وبالعودة إلى هذه المناسبة الدينية مع ما تحمله في جانبها الروحي لدى الجزائريين، بعيدًا عن تمظهراتها من إقامة حفلات شواء وإعداد أطباق خاصّة بهذه المناسبة، فقد يشكّل اقتناء مستلزمات عيد الأضحى عبئًا آخر يضاف إلى تكاليف أضاحي العيد، وقد يتطلب توفيرها مبلغًا مهمًا كان يُمكن الاستغناء عنه بالاعتماد على أدوات بسيطة كما في السابق.

أدوات عيد الأضحى

يتجه الباعة في مثل هذا الوقت، إلى عرض معدات كثيرة لتسهيل عملية الذبح بلا جهد ولا مشقّة، بل وأصبح لكل مرحلة من مراحل عملية ذبح الأضحية أداة أو جهاز كهربائي خاصّ بها، وربما تكون هذه المستلزمات موجّهة في الأصل إلى محلّات الجزارة لتوفير الوقت وسرعة الأداء، حيث تكون الحاجة إلى تقطيع كمية كبيرة من اللحوم وليست متعلقة بتقطيع أضحية واحدة، ولكن هذه المناسبة تفرض نفسها لدى الجزائريين ككل المناسبات الدينية، التي تتطلب تحضيرًا واهتمامًا خاصين.

أدوات عيد الأضحى

لم يعد غريبًا اليوم، أن نشاهد في الأسواق أنواعًا مختلفة من الأدوات المخصصة لنحر الأضاحي، منها المنافخ والمشاحذ الكهربائية ومناشير التقطيع، والخطاطيف المجهزة ببكرات، ومراوح الجمر، وأسياخ ثقب الجلود، ومشاوي الباربيكيو والفرّامات، وشفاطات الصوف وأدوات التلحيم.

عندما يتعلق الأمر بمرحلة الذبح، يوفّر السوق الجزائري لهذه المناسبة سكاكينًا بعدة أحجام وأشكال بدءًا بسكاكين كبيرة بحجم السيوف إلى السكاكين المعقوفة الخاصة بعملية السلخ، وتختلف أسعار هذه السكاكين حسب جودتها، فمنها ما هو مستورد من الصين، ومنها منتجات أوروبية غالية الأثمان، وقد يخرج الأمن عن سياق نحر الأضحية إلى التباهي بجودة السكاكين وحدّتها وعلاماتها، وسوف نستعرض هنا، بعض الأدوات التي تبدو غريبة عن المطبخ الجزائر، وأصبحت اليوم من المعدات المعروضة في الأسواق على نطاق واسع.

حقائب الأضحية

لن تبذل جهدًا كبيرًا وأنت تتجول في الأسواق اليوم للعثور على حقائب تضم طقمًا كاملًا خاصًا بنحر الأضحية، حيث تحتوي الحقيبة على سكاكين ذبح وسلخ ومنشارًا يدوي وخطافًا وآلة شحذ يدوية وساطورًا ومقصًا لتقطيع اللحم وسيخًا للنفخ وكل هذا بسعر يتراوح ما بين 5 آلاف دينار إلى 15 ألف دينار حسب جودة المنتجات.

حقائب الأضحية

شفاطة "البوزلوف"

قد لا يأخذ منك الأمر كثيرًا من الوقت، لتعرف أن هذه الأداة المزودة بشفاط للصوف ومشط معدني معًا، أنها معدّة لتنقية رأس الأضحية بعد تعريضها للهب، إما بوضعها على الموقد بعض الوقت لحرق الصوف أو بتعرضيها للنار جزئيًا بأداة تشتغل بالغاز "موقد اللحام"، وبعد هذه العملية يأتي دور هذه الأداة، التي تقوم بشفط شعر أو صوف رأس الأضحية وتنظيفه بواسطة المشط المعدني.

شفاط

قفازات معدنية

دائمًا ما يبحث الزبون عن الطريقة الأسهل والأسرع في إعداد أضحية العيد، والاقتراب من السكاكين والآلات الحادة يتسبب في عدة إصابات بعضها خطير قد يستدعي التنقل إلى المستشفى، ولتفادي هذه الحوادث، تعرض بعض المحلات قفّازات ذات شبكة معدنية قابلة للتمدد، وتستعمل أثناء استخدام السكاكين والسواطير، وتُجنّب مستخدمها التعرض للحوادث.

سكاكين

وقّادات النار

قد تقف أثناء جولتك بين طاولات باعة الأرصفة على أشياء قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، حيث اهتم هؤلاء الباعة بجلب لوازم متعلقة بتفاصيل صغيرة جدًا في عملية ذبح الأضحية، ويخلق ذلك حاجة الزبائن إليها وهم يستعدون لاستقبال عيد الأضحى حتى وإن كانت حاجتهم إليها ثانوية، ومن بين هذه الأشياء وقّادات النار، وهي قطع مصنوعة من الخشب والزيت، يمكن فصل قطعة من العلبة وإشعالها بواسطة قداحة، ومهمتها أن تشتعل لأطول فترة ممكنة حتى يستوي موقد الفحم ويتحوّل إلى جمر، وإن كانت هذه الفكرة لا تخطر على بال كثيرين، فقد تُصبح الحاجة إليها ملحة في جلسات الشواء خاصّة في البرية.

وقادات

آلة الشد

عادة ما يجتمع أفراد الأسرة الواحدة حول تحضير أضحية العيد، حيث يتعاونون على ذبح الأضحية وتعليقها وتقطيعها، وفي مرحلة التعليق يجد كثيرون صعوبة في رفع الأضحية بالحبل للأعلى أثناء عملية السلخ، ولكن الباعة في هذه الفترة، يوفّرون آلة مهمة تسمح لشخص واحد بتعليق الأضحية بكل سهولة، بواسطة أداة الشد، وهي أداة بسيطة لديها ذراع معدني يشبه رافعة إصلاح عجلات السيارة، يمكن تحريكها من أعلى إلى أسفل بعد تثبيت الخطاف في عرقوب الشاة، وهكذا حتى يتمكن ذابح الأضحية من تعليقها بكل سهولة.

شحّاذات السكاكين

في الآونة الأخيرة أصبحت شحاذات السكاكين متوفرة بكل الأشكال والأحجام، فمنها شحاذات كهربائية بسيطة، وأخرى تعلّق في المطابخ وتأتي بحجم صغير جدًا وقابل للصق على السيراميك، وهناك من يوفّر نوعًا آخر خاصًا بالمطابخ، وهو مقصي الشكل ولا يحتاج إلى جهد كبير لشحذ السكاكين مجددًا.

شحاذة

علّاقة السكاكين المغناطيسية

نظرًا لاستخدام عدد كبير من السكاكين والآلات الحادة، يعرض الباعة أداة خاصة بتعليق عدد كبير من السكاكين دفعة واحدة، وتأتي هذه الأداة في شكل عارضة مستقيمة بطول معين ومزودة بمغناطيس على طرفيها، حيث تمكن هذه الأداة من تعليق عدد كبير من السكاكين دون الحاجة إلى وضعها في أماكن قد تشكل خطرًا على مستعملها ومن يكونون في محيطه خاصة الأطفال.

علاقة

أسياخ ثقب الأضحية

في السابق، لم يكن هناك لوازم لكل مراحل إعداد الأضحية، فهذه الأداة البسيطة مثلًا، كانت تحضّر من أيّ عود أو غصن شجرة مستقيم، يتم برية بالسكين بسرعة، ويستخدم في إحداث ثقب في جلد الأضحية، أما اليوم، فأصبحت هذه الأداة مستقلة، حيث تباع أسياخ معدنية بعلاقات وأسياخ خشبية مدببة بألوان مختلفة، ورفم سعرها البسيط، إلا أنّ دورها مهم في عملية سلخ الأضحية ولا يُستغنى عنها في كلّ الحالات.

ملاقط

ملاقط اللحم الخشبية

من بين كل الملاقط المعروضة في الأسواق، قد تلاحظ أيضًا ملاقط بأذرع خشبية معدة لحفلات الشواء، وقد تثير رغبة لدى كثير من الزبائن لاقتنائها لاستعمالها في تقليب اللحم المنضود على مواقد الفحم، فهي عازلة للحرارة، وتستعمل في حفلات الشواء حتى تمنع وصول الحرارة إلى الملقط المعدني.

قد يطول سرد قائمة مستلزمات عيد الأضحى المتوفرة في السوق، وقد يكلّف شراء هذه المعدات مجتمعة مبلغًا كبيرًا بالنسبة للعائلات المتوسطة

قد يطول سرد قائمة مستلزمات عيد الأضحى المتوفرة في السوق، وقد يكلّف شراء هذه المعدات مجتمعة مبلغًا كبيرًا بالنسبة للعائلات المتوسطة، ويمكن الإشارة هنا، إلى أن هناك معدات كثيرة قد تجدها معروضة في هذه المناسبة عند باعة الأرصفة، مها القفازات الحرارية المضادة للهب، وقارورات البنزين الصغيرة الموجهة لإشعال الفحم، وخرامة اللحوم التي تستعمل في إحداث ثقوب في اللحم المعد للشواء، قصد تغذيته بالبهارات، إضافة إلى مطارق تسطيح اللحم وهرسها، والمراوح البلاستيكية الموجهة لتهوية المواقد ومنافخ الجلد بكل أنواعها والخطافات المجهزة ببكرات.