11-سبتمبر-2024
نصار حمدادوش

ناصر حمداودش (صورة: فيسبوك)

قال نائب رئيس حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، إن الجزائر انتقلت من مرحلة "الجزائر المنتصرة" إلى "الجزائر المنكسرة"، على خلفية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معتبرا أن النسبة التي حصل عليها الرئيس عبد المجيد تبون كانت بمثابة "هدية مسمومة".

حمدادوش: شهادة جميع المترشحين، بمن فيهم المترشح الحر عبد المجيد تبون، تفيد بأن النتائج تم التلاعب بها

وأكد حمدادوش في مقال مطول حول ملابسات الرئاسيات، أن بعض الجزائريين تأملوا خيرا في أن الحراك سيقود البلاد إلى مسار سياسي جديد يؤدي فعلا إلى "الجزائر الجديدة"، خاصة بتحجيم سرطان المال السياسي الفاسد، واعتماد بعض الإجراءات التي حسبه بدت مطمئنة.

لكن الأيام وفق السياسي، أثبتت أن بعض الممارسات وهيمنة بعض الذهنيات "قد أعادت الجزائر إلى أسوأ مما كانت عليه"، خاصة في مجال "الغلق السياسي والإعلامي"، وهو ما يمثل انتهاكًا للحقوق السياسية والمدنية المكفولة دستوريًا.

وفي سياق الانتخابات الرئاسية، لفت حمدادوش إلى أن إشراف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على العملية كان كارثيًا، منذ فترة جمع التوقيعات وحتى إعلان النتائج، مشيرًا إلى التناقضات الصارخة بين المحاضر على مستوى المكاتب والمراكز وبين النتائج الرسمية المعلنة.

وأبرز أن "نتائج الانتخابات الرئاسية، التي قيل إنها أظهرت نجاحًا في تجديد ثقة الشعب الجزائري بقيادة الرئيس تبون، تفتقر إلى المصداقية".

وأوضح أن شهادة جميع المترشحين، بمن فيهم المترشح الحر عبد المجيد تبون، تفيد بأن النتائج تم التلاعب بها، ما يجعل شرعية هذه الانتخابات محل شك كبير.

وفي اعتقاد حمدادوش، فإن نسبة المشاركة المعلنة هي "معدل" غير دقيق، حيث حدث تضخيم الأرقام بشكل يثير الريبة. وفي هذه النقطة، قال إن "العملية الانتخابية شهدت خروقات عديدة، من بينها التصويت الجماعي بالوكالة وتوجيه الناخبين لصالح مترشح بعينه".

ووصف النسبة التي قدمت للرئيس تبون بالهدية المسمومة هي الفوز ب 94%، والتي ضربت، حسبه، مصداقية الديمقراطية في الجزائر، وشوَّهت صورة البلاد، وأعادت التجربة السياسية إلى الطبيعة الشمولية والديكتاتورية للنظام، بما لا يجعلها تختلف عن الديكتاتوريات التي عفى عنها الزمن في الدول الفاشلة في العالم.

وذكر أن ذلك دفع الفائز  لأن ينتفض في وجه مَن يقف وراء هذه الفضيحة المدوية، ما اضطره - وفي سابقةٍ تاريخية - إلى التوقيع على البيان المشترك بين المديريات الثلاثة للمترشحين، بما يطعن في العملية الانتخابية برمَّتها، وفق ما كتب.

واختتم حمدادوش بالقول إن الانتقال من "الجزائر المنتصرة" إلى "الجزائر المنكسرة" يمثل كارثة سياسية تستدعي تحقيقًا شاملًا ومعاقبة المسؤولين عن هذه الفضيحة. وذهب إلى وصف ما حدث بأنه "يعد خيانة للأمانة وخيانة عظمى للدولة"، مطالبًا بحل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وإعادة النظر في العملية الانتخابية برمتها.