تقام هذه الأيام فعاليات "وعدة سيدي أحمد المجدوب"، ببلدية عسلة بولاية النعامة جنوبي البلاد، إذ تحمل البعد الثقافي، عبر إحياء عادات وتقاليد متوارثة، بالإضافة إلى الترويج للمنتوج السياحي للمنطقة.
تتزامن مع نهاية حملة الحصاد والدرس وانطلاق حملة الحرث
واستقطبت فعاليات هذه المناسبة، محبي هذه الفعاليات التي توسم بـ" تراث المنطقة"، إذ تقام سنويا تخليدا لخصائل الولي الصالح سيدي أحمد المجدوب (1493 -1571م).
ومن خلال سيرته، فإنّ سيدي أحمد المجدوب "يعد شخصية دينية ورجل علم وزاهد متصوف، درس النحو والفقه المالكي والحديث النبوي الشريف وحفظ القرآن الكريم وساهم في نشر علوم الفقه بمنطقة الجنوب الغربي للوطن، حسب المصادر التاريخية.
ولأجل ذلك، تجذب بلدية عسلة الزوار من مختلف المناطق المجاورة للولاية، لحضور الفعاليات الشعبية، خاصة منها المرتبطة بالتراث المحفوظ، الذي يتم توريثه من جيل لجيل.
وفي هذا الإطار، تبقى الفرجة والمتعة الصبغة المميزة للفعالية التي تستمر لخمسة أيام، ووفقا للإذاعة المحلية، "يستمتع الحضور بعروض الفروسية التقليدية (الفنتازيا) التي تقدمها فرق الخيالة والبارود".
ولدى أهل المنطقة تسمية خاصة لهذه الفرق، إذ يقال لها "العلفات"، قوامها أكثر من 300 فارس قادمين من مختلف الولايات المجاورة.
ولشيوخ الزاوية نصيبهم في هذه الفعالية الضخمة، إذ يعكفون على ختم القرآن الكريم وتسمى بـ"السلكة"، علاوة على ترديد ابتهالات دينية وتقديم عروض وحاضرات في التراث والمواعظ، وغيرها من الموضوعات التي تحضّ على التكافل والتضامن وتوحيد السكان.
بعيدا عن تلك الطقوس فإنّ هذا الحدث الثقافي والديني، له مميزات من بينها إطعام الزوار وعابري السبيل بأكلات تقليدية منوعة، فضلا عن كونها فرصة لإصلاح فيما بين المتخاصمين.
واللافت أنّ الوعدة تتزامن مع نهاية حملة الحصاد والدرس وانطلاق حملة الحرث في المنطقة، التي تستحق التضامن فيما بين سكان المنطقة في جوّ يتقاسمه السكان في المنطقة.
وعلى غرار عديد مناطق الوطن، فإن بلدية عسلة تحوز على عدة مواقع أثرية، ما جعل من هذه الوعدة، مفتاحاً لجذب السياح وإنعاش الحيوية والحركية في الأمكنة التي باتت اليوم تميّز النعامة وتجعلها محط اهتمام للاستكشاف مثلها مثل بقية المدن الجزائرية.