تعوّدت العائلات الجزائرية أن تحتفي بعيد الأضحى وأداء هذه الشعيرة الدينية بذبح الأضحية إمّا في البيوت أو في الأحياء، خاصّة في وسط العائلة الكبيرة والاستمتاع بأجواء اللقاء الأسري والأصدقاء، ولكن هذه العادات لها آثار ومخلفات تنعكس على البيئة والمظهر العام للمدن كما في كل سنة، حيث تمتلئ حاويات القمامة القريبة من البيوت بمخلفات الأضاحي وتنتشر روائح الجيف وتتحلق الكلاب المشردّة حول المكبات والمفارغ وتبعثر محتويات الأكياس.
يوصي مختصون بعدم وضع اللحوم في الثلاجة مباشرة ولكن وضعها في آنية نظيفة وتغطيتها لمدة تفوق 10 ساعات
كما يقع كثير من الجزائريين مسايرة لبعض العادات المتوارثة في عدة أخطاء متعلقة بشروط النظافة وحفظ لحم الأضحية وطرق الذبح والسلخ واستعمال السكاكين، وإعداد الأطباق التقليدية، إذ حاولت "الترا جزائر" عرض مجموعة من النصائح نبرزها في الآتي:
-من الضروري التقيد بالذبح الصحي للأضحية والالتزام بخطوات الاعتناء بذبح الشاة وسلامة اللحم وتمكين تخزينها بطريقة سليمة في المجمد في درجة برودة مناسبة إذا كان الأمر متعلقًا بالاحتفاظ باللحم لفترة أطول.
-تفادي الذبح بطرق عشوائية إن أمكن، سواءً في المنازل أم في الشوارع وفي ساحات العمارات السكنية، وبذلك الحفاظ على سلامة الأضحية من الأتربة ومختلف نواقل الأمراض والحفاظ على نظافة المحيط.
- يُنصح العارفون بهذا النشاط بأنه من المستحسن استخدام السكاكين المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو شحذ السكاكين القديمة جيدًا وتعقيمها تفاديًا لانتقال أمراض ناجمة عن صدأ الحديد.
-يُستحسن بحسب البياطرة؛ الفصل بين مكان الذّبح ومكان تنظيف وتقطيع أعضائها الداخلية، وتقطيع الأضحية.
-يُنصح أيضًا بالتخلّص من مخلفات الأضحية بشكل يحافظ على البيئة ووضعها في أكياس محكمة الغلق مخافة أن تكون طريدة القطط والكلاب والذباب أيضًا، وتفاديًا للرائحة الكريهة المنبعثة من القمامة والمياه المتسخة.
-بعد القيام بكل ما يلزم وجب تنظيف المكان الذي تم فيه الذبح وتنظيف الأضحية بالماء والصابون والمعقم.
-يُنصح بتنظيف مكان الذبح لاحقًا بالماء ومواد لتنظيف من الدم والدهون المتبقية الفضلات من الأمعاء وبقايا الأوساخ من رأس الأضحية والأطراف، وغيرها من الأحشاء والفضلات والجلود.
- بعد استعمال الماء لغسل الأضاحي، من الضروري تجميع تلك المياه الملوثة وتصريفها في مكان الصرف وعدم تركها في شكل برك من المياه المتسخة المتجمعة أمام البيوت.
-ضرورة التخلص من الأجزاء الفاسدة من الأضحية مثل الرئة والكبد، بطريقة الدفن في التراب على عمق متر واحد، مع إضافة مادة " الجير" لأنها طاردة للسموم، وأيضًا تجنّبًا للوصول إليها من قِبل الحيوانات خاصة منها الأليفة كالكلاب والقطط.
-من الأفضل استعمال الملح لتمليح الجلود وتركها لتجف، قبل القيام إما بتجمعيها في القمامة أو تنظيفها لاحقا لتكون وسيلة للاستعمال في البيت.
-يوصي مختصون أيضًا بعدم وضع اللحوم في الثلاجة مباشرة، حيث يمكن تقطيعها ثم وضعها في آنية نظيفة وتغطيتها لمدة تفوق 10 ساعات، وبعدها توضع في برودة معتدلة في الثلاجة.
وفي علاقة بالطهي وإعداد المأكولات التي تعتبر جزءًا من الطقوس في الجزائر، يُنصح بألا يتم تناول لحم الأضحية بعد الذبح مباشرة، بل تركها لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 24 ساعة.
بالنسبة لتجهيز الطعام وتحضير وجبة قوامها اللحم، يوصي البعض بتجنب القلي واستعمالها إما بطريقة الشواء أو الطهي بعدم إضافة الزيت أو الدهن لمأكولات اللحوم، بل طهيها بدهونها، فيما يعتبر تناولها مع الخضر المسلوقة أفضل بكثير، وتحضيرها كغذاء صحي.
من الأهمية أيضًا، التحلي بروح المواطنة، وعدم القيام ببعض الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى انتشار القمامة والنفايات في مختلف الشوارع، وأمام الأحياء السكنية خاصة العمارات والرمي العشوائي لبقايا الأضاحي، والتي تؤدي إلى وتعفن مفرغات النفايات وتنتشر رائحة الجيف، وهذا ما ينجر عنه تلوث الهواء خاصة في عز فصل الصيف والحرارة المرتفعة وانتشار الذباب حول تلك القمامة.
في هذا الإطار، يشير عبد المالك سراي العضو في جمعية المحافظة على البيئة بولاية ميلة، شرق الجزائر، أن العديد من النداءات والخرجات التوعوية، لعدة أحياء بالمنطقة، تستهدف توعية المواطن، خصوصًا في إطار عملية الحفاظ على نظافة الفضاءات العمومية، بالمحاذاة من الأحياء السكنية الآهلة بالسكان كالعمارات، وضرورة الحفاظ أيضا على نظافة المحيط.
عضو في جمعية المحافظة على البيئة لـ "الترا جزائر": مؤسسات النظافة التابعة للبلديات وضعت مخططًا بيئيًا لإخراج النفايات مع أيام عيد الأضحى،
وفي إشارة إلى ضرورة التخلص المنظم للنفايات وبقايا الأضاحي، أكد سراي لـ" الترا جزائر بأن مؤسسات النظافة التابعة للبلديات وضعت مخططًا بيئيًا لإخراج النفايات مع أيام عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن المواطن وجب أن يساعد على السير الحسن لهذه المناسبة الدينية.
